انتهت رسميا حقبة أسوأ رئيس في تاريخ النادي الأهلي، بعد إعلان وزارة الرياضة (الأربعاء) قبول استقالة ماجد النفيعي، وحل مجلس إدارته، وتكليف وليد معاذ رئيساً لمجلس الإدارة الجديد بشكل مؤقت.
وهبط النادي الأهلي إلى دوري الدرجة الأولى في يونيو الماضي، بعد تعادله مع الشباب سلبياً على ملعب الأمير فيصل بن فهد في العاصمة الرياض، ضمن آخر جولات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
ودفع الفريق العريق حينئذ، ثمن العناد والفوقية التي تعاملت بها إدارة ماجد النفيعي مع كافة الآراء وردود الفعل من أساطير ولاعبي وشرفيي وجماهير الأهلي والإعلام المقرب من شؤونه، طوال موسم كامل، تجاه ممارسات المدير التنفيذي موسى المحياني، وإصراره على المدرب هاسي حتى آخر جولات الدوري، في قرار شديد الغرابة، أدى إلى انهيار الفريق فنياً وعناصرياً، فيما اكتفى رئيس النادي ماجد النفيعي بتجديد الثقة بالمدرب طوال الموسم، مؤكداً ثقته أيضاً في موسى المحياني، ليحقق الثنائي معاً ما عجز عنه كل مناوئي الأهلي عبر تاريخه، مقتادينه إلى دوري الدرجة الأولى.
بعد الهبوط، اشتد الظلام في البيت الأهلاوي العتيق، أصيبت جدرانه وأروقته ومبانيه بالشلل التام، ولأول مرة منذ 85 عاماً، خيّم الصمت والهدوء على جادة النادي، وممراته، وشارعه المسمى به.
وبين مُصدِّق ومُكذِّب لانهدام وتحطم أركان القلعة الشامخة، عاش الأهلاويون أياماً عصيبة لم يعرفوها ولم يعرفها من قبل آباؤهم وأجدادهم الذين أورثوهم هوى الأهلي، وهويته، حتى لحظة صدور نبأ حلّ مجلس إدارة ماجد النفيعي، إثر استقالة كان لا مفر له منها، بعد أن أقاله التاريخ الرياضي نهائياً بلا رجوع.
سقوط الأهلي، حتى اللحظة، وإلى 50 أو 100 عام، سيكون القصة والرواية الحقيقية الواقعية التي لم تستوعبها عقول أهل الكرة، ولا مجلداته التي يفترض بها أن تخلد نقيضيه، مجده ثم انهياره، لكن تاريخ اللعبة يحفظ انكسارات الكبار من حول العالم الذين هبطوا مرة ثم عادوا أقوياء.
الأهلاويون يرون أن ناديهم اقتيد إلى الهبوط بعمل الإدارة التي عاندت، وكابرت، وتعاملت بفوقية غير مسبوقة مع كل الأصوات التي أنكرت لونها الأخضر الخالص، من أساطير ونجوم سابقين وأعضاء شرف ونخبة من جماهير النادي، لتصادق النتائج على وقوع الخطر الذي قرع معه العشاق كل الأجراس، دون أن تنصت آذان، ودون أن تتحرك حتى أقدام وقلوب اللاعبين الذين استأسدوا على إدارات سابقة، وصمتوا أمام إدارة «الهبوط»، فاغرين أفواههم، متأملين سقوط الأهلي الذي ما أنزلوه قدره ومنزلته التي يستحق.
وقالت وزارة الرياضة عبر بيان: تلقت وزارة الرياضة يوم الأربعاء خطاباً من ماجد النفيعي رئيس مجلس إدارة الأهلي يتضمن طلباً باستقالته، ليتقرر عليه ما يلي: قبول استقالة ماجد النفيعي بعد تعهده بسداد الالتزامات المالية الناشئة عن فترة دورة المجلس الحالي، في حال تبين مخالفتها للأنظمة واللوائح والتعاميم التي تطبقها الوزارة، إضافة إلى حلّ مجلس إدارة الأهلي الحالي.